على شرفة
الصّمتْ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أرى عند
بابِ الوصولِ وجوهًا
تُحدقُ
فى نشوةٍ للحيــاةْ
وبعضُ
الذين تمنوكِ بالأمسِ
شقّوا
لحـاءَ الرؤى الممكناتْ
وليس علينا
سوى أنْ نمرّ
كظلٍ وضاع
بلا أمنيـاتْ
..
ونزفٌ
من الشعر يلقى سلامًا
ونركض
فى ظله غافلاتْ
وقلبى
سفائن شوقٍ تهادتْ
بموج اليالى
سُدًا نازفاتْ
يدورون
فى غيهبِ السرّ ليلًا
ليمددنْ
فيها دروبَ النجاةْ
..
أرى ذنب حلمى إلى الفجر يبكى
ويشكو
صراخ الغنى للسكاتْ
ولمْ تكُ
تهمتنا غير أنّا
غسلنا
القميصَ بدمع الفتاةْ
وكمْ مرةٍ
قلتُ هزّى اليكِ
بجذعٍ
فتحضُرنا المعجزاتْ
..
أبى لم
يُطالعْ صحيفةَ أمّى
ولمْ يشدُ
بالشعرِ فى الأمسياتْ
ولمْ يبنِ
منزلَنا فى السماءِ
ولمْ يرو
أشجارنا المثمراتْ
أريكتنا
فى حجيرة أمى
تئنُ بأوجاعنا
الحارقاتْ
..
بتيه الأمانىّ
أسكنت طفلى
هنا فيكَ
يا جُبَّ وأدِ البناتْ
على حافة
الروح تمضى روآنا
تقصُّ
رواياتِنا الغاضباتْ
بجنبى
قلبٌ أَبى أن يتوبَ
يخبئ أسقامَهُ
القاسياتْ
..
أنا منكِ
يا منتهى شقوتى
فلا تُسلمِ
الشوقَ للعادياتْ
كمرهقةٍ
صوبَ مرقصِ سُكرى
تسيرُ
بأحلامها الحافياتْ
أُدندنُ
فى نشوةٍ سفرَ شعرى ..
وأنحته
من صخورِ اللغاتْ
..
فلا موجةُ
البحر تمضى بجرحى
ولا الرقص
فى محفلِ الراهباتْ
وعند ولوجِ
الصباحِ كفيفًا
نجفُ فلا
تُرضعُ الأمهاتْ
على شرفةٍ
الصمتِ بتنا جراجًا
ليغتالَنا
طائرُ الزكرياتْ
- هبـــة عبد الوهـــاب
إنه شِعرٌ تقطّرَ
منْ خلايا الطَّيبينَ
فمن يبالى باشتعالِ النبضِ نفطًا
فى ميادينِ التشرذمِ
تحت وطأِ السافلينْ
تجمعينَ الحرفَ ليلاً
منْ قلوبِ العاشقينَ
ودون جدوىً
تذبحينَ القلبَ قربانًا
وتلقينَ اللآلىءَ
فى بحار النار عمدًا
تقسمينَ اليومَ صمتًا
أنكِ السّيفُ المغمّدُ فى جيادِ الحاقدينْ
تزعمينَ النصرَ ليلًا
كلَّ صبحٍ تُهزمينَ
ودون جدوىً
تجمعينَ الشعرَ ليلًا من خلايا الطيبينَ
وتكتبينْ ..
ــــــــــــ