السبت، 13 يونيو 2015

مشاغبات قبلة

صديقي..
لم أعد أربّي أحلامي في خزانة ملابسي 
بعدما باتت تقرضها عامدة.. 
لم تترك لي ما يوارى سوأة القصائد
طردتها جميعًا 
هكذا..
واعتدت الخسارة..
هى كل مكاسبي المثالية
بعدما انتهت صلاحية الأيام
الكل يحنو..
وأنت البخيل الوحيد..
لا تمنحنى فرحة استقبال خسارة جديدة مع صباحٍ أنت به العائد الوحيد
ومساء لست به الراحل الوحيد
كل الاشياء ترحل
الفرحة والدّمع، الذّكريات، الأحلام المؤجلة، الألم، القصائد الموزونة، تجاعيد شِعري، رغبة جسد تشققت زواياه اشتياقًا لضمة الحياة، أو لقبضة الموت، الــ....
انتظر..!!
ليس هناك ما يدعو للبكاء
أبدًا.. لم أفتقدهم..
فكم أعددت قلبي لذاك الوداع الجميل
جميعًا رحلوا.. وفودًا وجماعات
أسراب المهاجرين تبكي
وأنا أودعها بابتسامات الرضا.. ومناديل السلام المعطرة برائحتك..
مهلًا جديدا..
هناك ما يتبقى ليؤنس وحدتي
رائحة القبلة التى زرعتها برفقِ المحبين فوق جبين يدي ذات حنينٍ،
لـربما منحتها لهن جميعًا.. وستمنح أخواتها للأخريات..
قبلاتك سيدي
تحتضرن فوق أيديهن،
من شفةٍ لأخرى
ومن مصافحةٍ لمعانقةٍ
كلٌ تلعق من سبقتها
تموتُ القُبلاتُ ويضيعُ أثرهُا،
كله هباءًا منثورا..
لم أحزن للفراق قدر حزنى عليهن..
فقط.. احتفظت بواحدتي ووحيدتي
أخبرك..
لك واحدة هنا بيميني.. يمكنك زيارتها وقتما تشاء ..
حتّى أنّي أرقص فَرِحة
أصرخُ فَرِحة..
لم تحيا سوى قُبلتى
أنااااااااااا من احتفظت بها..
أنبتت فوق يدى، وامتدت فوق خدّى ورداتٍ ملونة
وجنّاتٍ وارفة الظلال،
لو دخلتها: لقلت ماشاء الله..
هناك..
ذات حلم فرّ من خزانتى..
تلك القُبلة الغنية ..
مال أحد فروعها فامتد ليصل شريان الحياة بقلبي
أستظل بها من حرّ الرحيل
ويستظلُّ الصّغار،
نجنى رطبًا جنيا،
نكسر صومنا..
ونسترضع أصابع ذات اليد المحظوظة بها
فتجودُ.. ونشبع
ولا نحمد لك إلا تلك الخسارة..
..
هبة عبد الوهاب