ظنَّته نبيًا
ــــــــــــــــ
فى أوائل العشرينات هى ..
هو .. فى بضعِ وثلاثين ..
بيد أنه مختلف بغزارة علومه ..قياسًا مع بساطة علمها.
تجاوزت عن بعض الأمور التى تؤرقها فى شخصيته ، معللةً ..
الأنبياء قطعًا لهم صفاتهم الخاصه ..
ويتميز بكثير منها ، بيد أنه يؤثر نفسه قليلًا .. و..
مَنَحته كلَّ الإيثارِ وهى تنتظر فى شغفٍ (( الأربعين )) ..
قطعًا سيُلهم ...و سيأتيه الوحي ككل من سبقه من الأنبياء .. ويطهره الله من كل ذنوبه التى غفرتها هى من قبل ..
ما نبأها به ، وما علمته صدفه أثناء محاولتها حتى التجسس على نبضاته ـ كى تطمئن عليه ـ وهى ترعاه ..
تقترب من الثلاثين .. ولم تملّ مِن تريثه الغيرمناسب لطبيعتها المرحة وشئ من أنانيه مفرطه وكثير من الأحايين ينسى أنه زوجها ، يتعامل معها كأبٍ يعنف ، ويشجب ، مراتٍ يستهزئ و....
أخيرًا
يقترب من الأربعين ..
تُحدث نفسها ..
غدًا أربعينُه .. وعندما يأتيه الوحى ، سيتيقن الجميع أنّها كانت تراه بظهر الغيب .. قَصدتُ.. ترى غيبه بعين الحب ويقينه .. وتشعر بحاله كما لا يشعر حتى هو عن ذاته ..
غدًا أربعينه .. سنّ النبوة .. يا لها من ليلة .
تُحدثُ نفسها صمتًا : تأخر قليلاً .. لابأس بشهرٍ آخر .. شهران .. ثلاثة ..
مضى عام .. عامان .. بضعة أعوام مرتْ عليها فى صمتٍ قلق .... لم يأتيه الوحى بعد ..
بدأ الأرق .. عبثًا تُفتش فى سيرة الأنبياء ..هل أتتهم جميعًا رسالاتهم فى الأربعين ..أم زادت عنها ؟
اليوم عامه الخمسين ..ولم يُنبأ بعد .. أمستْ بصحبتها بضعٌ وأربعون عامًا ، يراوض الشكُ يقينَها ..
أتته الستون .. ولم يأته الوحى ..الآن تيقنت انه ليس سوى رجل شرقى يجيد بعض الأمور ويحمل الكثير من الأنانية التى جعلته لا يتذكرها سوى فى العلاقات الحميميه ،وغفر له حبها الأعمى كلَ تجاهله ـ نفذ العمر خلفه ... وهكذا تنحبُ صامتة ..
( ظننته هدية السماء التى نالها قلبى الذى عشق تفرّده حتى فى قسوته .. وأتحمله دون أن يؤثرنى ولو مرة واحدة ليقينى برسالته ، أم لأنى أحبه ) .
كانت رسالتها تجاه الرجل الفريد الذى استأثر بحبها .. ولم تستأثرمنه سوى بـ أربعة أبناء.. وبعض الــ ..
سرقه الموت إذن دون أن تأخذ منه أى حق .. دون أن يخبرها لمَ لم تأتيه رسالة الأنبياء كما أيقنت ، حتى دون أن يستأذنها فى الرحيل ، فمن ملَّكته كل أمرها لأكثر من نيّف وثلاثين عاماً لم يسطع أن يهبها حق الوداع عند الرحيل ..
فقدته فى حادث عارض ..
شيعته وعادت .. تكسر مرأة الحب اللعينه ..
تحدث نفسها ..
نفذت حياتى خلفه دون مقابل سوى أربع نسخ منه ظنّتهم هدية السماء ..
فارقوها إلى متاهات الحياة .. لتبقى والذكري ..
ـــــــــــــــ
هبــه عبد الوهاب