وتهيأ الصقر المراهق تحت ضلعى
ثمّ صاح لينتفضْ
وانشقَّ صدرُ الكونِ
يفتح بابَه صوب الصغير إلى البراحِِ
وقد تراخت أضلعى
سكت اللسانُ وحاله
لم ينزعجْ
لم يعترضْ
وامتدّ ظفرُ جناحِه قَدّ الضلوعَ
وفرّ عنى ثمّ حلّق وانطلقْ
وأدار ظهرًا صوب عينى
واستدار بوجهِه
يلقى بعينيه اتهاماتٍ ..
ولومًا قاتلًا
كم بتُّ تغرقنى دموع الخائفينَ
وتدّعى
قلبى يخافُ على الصّغيرِِ من الغرقْ
قد عضّ نابًا
ثمّ صاح معاتبًا
من قال أنّى
فى مساء العمر أبكى شيبتى
أو أننى يومًا كرهتُ صبابتى
أو أننى عند الطفولة قد غرقتُ بخيبتى
إن كان قلبُك ذا الضعيف
قد استساغ عذابَنا
أنا لستُ مثلكَ
قد كرهتُ رتابتى
سيحين دورى كى أفرَّ من السطورِ
ومن دهاليزِ الورقْ
وأدار ظهرًا
ثمَّ حلّق وانطلقْ
هبة عبد الوهاب