عيناكَ أسفارُ الحياة ِ ..
وغيمةٌ
كم سافرتْ بظلالهِا كلماتى
وبدتْ كــ ليلٍ سرمدىٍ حالمٍ
فألفتهُ عند اللقاءِ على شفا الطرقاتِ
ولطالما دونتُها عند المساء قصيدة
أنشودة ..رتلتها
غازلتُها ..
وغزلتـُها شالًا من الأشواقِ ضمّ روايتى
وتواترتْ بين الخيوطِ حكايتى
وتضافرتْ بنسيجِها مأساتى
عيناكَ صرحٌ للهمومِ وجنـّـةٌ ..
عينــاكَ أمستْ رحلتى وحياتى ..
أرجوحة هذى العيونُ ..
تعلقتْ بركابها كل الحروف الهاربهْ
وكم احتسيت من الدموعِ
وكم مررتُ على جراحٍ نازفاتٍ غاضبهْ
وعلى ضفاف المقلتينِ أقمتُ سورَ مدينتى
أهدابه..
هــا قد أصابَ سهامها
ألقتْ بصمتٍ
ما تيسر من تراويح ِ الغرام ِ بساحتى
ترمى بشوقٍ عاتبهْ
وخناجرُ الشوقِ المدثّرِ بالنّوى
تمضى برقتِها اللعينــةِ للفؤادِ كراهبـــهْ
طلقاتُها
صرخَ الرعودِ وتمتطى صهوَ الريــاحِ
تُصيبُنى
سهوًا تُسددُ صائبهْ
يا منْ أقمتُ على رباه ..
وكم حيتْ فى راحتيه رفاتى
عينــاك محرابٌ يملُّ رتــابتى ..
وأنا التى
بظلالها فى كل ليل ٍ قد أقمتُ صلاتــى
عيناكَ أسفارُ الحياةِ .. وغيمةٌ ..
كم سافرتْ بظلالها كلماتى
ــــــــــــــــ
هبــة عبد الوهاب