الثلاثاء، 2 يونيو 2015






إلى منْ أُحبُّ أشدّ الرّحالَ.. وليس لغيرى يُشدُّ الرّحالُ
 ويومًا رقصتُ بكفّيكَ طوعًا.. وكم كنتُ نجمًا سما.. لا يطالُ
وبتَّ القريرُ بصفحاتِ قلبٍ.. له فى الغرامِ تخرّ الجبالُ
لكم أسكرتكَ دعاباتُ قولي.. وشعري عصيرُ القلوبِ يُسالُ
سهامُ المحبّة ذى أدركتنى.. بتلك السّهامُ.. تصيدُ الغزالُ

أتيتُ.. بروحِ الصّغارِ أحنُّ.. وفي كل خطوٍ حمولي ثِقالُ
جيادى بصدر الطّريقِ تئنُّ.. ورحلي حروفٌ أبتْ.. لا تُقالُ
أجئ بطوقِ الورودِ أغنّي.. فترحلُ عنّي.. ويبقى الخيالُ
يلومون قلبًا لوصلٍ يُجنُّ.. فقل لي بماذا.. وكيف الوصالُ؟
وكيف استحالتْ دروب اللقاءِ..؟ وعند اللقاءِ يُصاغ الجمالُ

فكم أشتهيك وكم تشتهيني.. ولو جئتُ يومًا.. يدورُ القتالُ
تُصيبُ سهامُ المحبّةِ ليلًا.. وعند الصّباحِ تُسنُّ النّصالُ
 يُساقُ الكلامُ إليكَ جموعًا.. فأنت الجوابُ.. وأنت السؤالُ
 سكنتُ بعينيك صقرًا جريحًا.. وفي جمرةِ العينِ شفَّ الدَّلالُ
 وكلُّ السبيل إليكَ رحيلٌ.. كأنّى وأنتَ.. أنا والمحالُ!! 
هبة عبد الوهاب

الوصل المتطرف

تعلم أنّي أحرق الكثير من تلك اللفائف البغيضة..
وأتجرع فناجين المرارة ذات الوجع البني

أسفح أغشية السلام بمنتهي الهدوء ..
لا يكون هذا وأنا أتابع حكايات "يوم غائم في البّر الغربي"،
ولا بكائية (بقايا "مروة") رومانسيّة الألم،
 ولا"ثلاثية غرناطة"،
 فلم تستهويني حكايات التاريخ المزيفة ذات مساء..

لا متابعة مشاهد الإثارة والغموض لبطلات أفلام "دراكولا" تقلق نومي اللطيف،
ولا ذاك الثراء الفاحش في مسلسلات رمضان حين تثير أحقادي وتفسد ما صلح من صوم المكرهين علي صوم الحياة طواال العام، 

لا ذاك العري المبتذل مع راقصات أفلام السبكي لتجارة الفن،
بل لا تؤرقني.. أخبار ثقافتنا العاجزة،
 ولا سياساتنا العقيمة،
 لا عجائز المناصب الذين نخشي فقدهم ـ فلا بدائل لهم سوي أشباحهمـ ـ 

لا يزعجني تجاهل كوادر الصف الثاني والثالت والرابع... والاستعانة بكوادر الصف الأخير بعد كشف الهيئة، 
لا يلفت انتباهتي أداءات وزارة الصحة، ولا أتصفح ملفات التعليم المتعفنة،
كما لا أهتم لأحداث الحياة الحامضة،ولا حوادث الطريق الطازجة وأنا أغزو بسيارتي المفعوصة ـ كما نعتها غير مرة ـ أحاديث المارة لأقطع مسافات الوجع.. 
برامج التوك شو ،أكاذيب الإعلام والأعلام ،أبطال الأحزاب الكرتونية، أباطيل الساسة، وقوانين السياسة.. 
لا علاقة لي بهم، ولا بمباريات كرة القدم، ولا المبارزات العالمية في التلي ماتش وحماقات الملاكمين والملاكمات منتفخي الأعضاء..
 لا تشغلني فضاءات الرقص البلدي والفرنجي، معروضات الأزياء العالمية وملكات جمال لبنان، وحيوية الراقصات الهنديات..

كله هزال..وهراء..
لا طاقة تستهلكها روحي الطيبة تُذكر وأنا أجاهد في فك شفرات جداول الإحصاء المملة لإجاد الوسط الحسابي، ومتابعة المنوال.. 
وإنّما
أستهلكني كافة حين ألفها جميعًا في لفائفي ذات النوع الردئ .. لفقري الضاحك، وضعفي عن التخلّي عن هذه الممارسات المكلفة بالنسبة لموظفة تغازل الاربعين،
 وتقبل غير مُكرهةٍ أن تتقاضي الحدّ الأدني للحياة بابتسامات البُلهاء...

لا يهم
فقط .. أحرق أكثر من نصف ما بذلت من راتبي علي لفائفي ..
وكل ما ملكت من يومي وأعصابي وأنا أستمع الي تدابير قلبي وهو يخطط،

كيف يحبك أكثر ويحفظ ما بيننا من وصل لقيط..؟ 
كيف أتجرأ وأقفز بين أروقة قلبك 
لأدرك وجه محبتي هناك.. وأرسم فوقه ابتسامة ..؟
كيف وأنا أشتعل ألف مرة مع كل واحدة، وأطلق أنفاس الرصاص الحي حين أتابع ما يدور برأسي من خطط ساذجة للتودد إليك مرة والتخلص من طيفك المباغت مرات و مرات.. وأنا أتابع لك قصيدة لم تذكرني بها لا بجميل يرضيني ولا بسيئ يغضبني..
وأخري كانت لي وحدي، تصف بها كيد العاشقة البلهاء، وكيف انتصرت عليه "بأوبشن " افتراضي..
هذا وأنا لا أصاحب غير "بروفايلك" صديقي الصامت، ولفافتي المسكينة..
أتهاوي مع ذراتها المتهالكة لأتسلق أحبال الدخان فتتصاعد روحي حد أبواب السماء ولم تجد من يلقفها ـ إذ راحت دون إذن بارئهاـ  تعود مرغمة تجرجر أذيال اللهفة، مغرمة بروحك النافرة تبحث عن شعرة معاوية.. لتصلها بك..
تحترق نفسي مع كل لفافة لأدبّر وأتدبّر..
وأنت تفسد كل الخطط  المتأدبة،
والمخطوطات الأدبية بمجرد النظر إليّ من هذا الثقب الصغير ،
ترشقني بسهم الاعتراف فأخرّ بكل ما أوتيت من أفكار ملائكية ،
يتكشّف غيبي لك حتي قبل أن أدركه ..
ويحي بك..
هبة عبد الوهاب