الخميس، 14 مايو 2015

ألا تأثم ..

تلك الراديكالية التي تُسوّقُ بها شاعريتَكَ لقلوبِ فتياتِ الغربةِ..
ما عَزَفَته باصرتُك المُتعقّلة مِن دمعاتٍ علي خدودهن الكمنجيّة لاستلابِ واحدةٍ تحيا باسمك،
مكتفيًا بتنهدات الهوي، وبريق الخجل،
ونداءات تناتشتها صقورُ الصمت ..
آمالنا التّكئة علي حنينٍ صاخبٍ من حكاياتِ الغرف السّريّة والمعلنة..
أنا.. ووسامة روحك المُرهِقة..
أنت.. وشمعة ـ تقطفها من جفونهن الصلبةـ بلون الحياة ..
تضيء بها قصيدتك الحرّة بين قيود المحبين..
لوحاتك الشّهية بألوانِ الشّوق ومذاقِ الإبداع وصفيرِ الكروان الهائم..
جميعًا نتساءل..
كيف تُنضج النّور علي سُبلِ الوداع بحرفية فذّة..
وتعطرها بأرواحهن الليّنة.. فتنطق سحرا..؟!
كيف؟!
تسير علي حد التّمايز بمهارة لاعب السيرك عند كل فراق
ربما ..
كريم أنت بما يكفي لتمنحهن حق زيارة جنّتك مرة كل يوم..
ليسقين تلك الفرحة اللائي غرسنها في جبّ حديقتك الوارفة ..
فتألق..
تبًا لقلبك الملائكى القاتل ..
ألا تذل يومًا.. وتهيم كآدم وبنيه
ألا تقتلُ باسم الحبِّ ..
كقابيل..
وتدفن قتلاكَ فى جنّتكَ..
وتزرع أزهار الأوركيد فوق رؤسهن ..
فتنبت أشجارًا من الحريّة.. ويحلقون حولكَ كالأرواح الطّيبة ..
وتحرس قلبك تلك الآثام النبيلة ..
ألا تأثمُ ذات مساء وتأتي ..
لـ تعود عند الصباح تائبًا متطهرًا كيوم ولدتك أمك ؟
إنما الإثمُ
هو ذاك الصمت يا أحلى.. وزلزال الإخفاقِ أشد وأقوى ..
فماذا تُبدعُ ..
دون الخوفِ من إنصافِ إحداهن بقبلةِ امتنانٍ ، وبعض الشعرِ .. وعُزلتكَ الحيّة؟
ماذا خلّفتْ وراءك ..
غير أَنصافِ قلوبٍ صماء تُدفئها آيات قصيدةٍ عارية ــ إلا من أنفاسكَ ــ
أبدًا.. لم تكتب فى عينيها ..
........

هبة عبد الوهاب
من ديوان / حق اللجوء