الجمعة، 15 مارس 2013

على بعدِ ليلٍ بكى شوقُنا
على بُعدِ دمعٍ وستين كليو
وبضْعٌ وعشرون خوفًا و حلمٌ عقيمٌ شريدْ
وعيناكَ توقنُ أنّك يومًا ستدركُ قلبى
 وأنك ترنو لنجمى البعيدْ
فتبًا لـلون السماء الملبّدِ عند احتراقى
وتبًا لخوفٍ ترائى لذاكَ المُتيمِ
تبّــًا للونِ اندهاشى
عند حديثكَ
يا من ظننتكُ قلبًا صبيًا جهولًا
وكنتَ الفتى المستبدَّ العنيدْ
فأسلمتُ طوعًا 
وتبْقى تُغازلُ صمتى وليلى وشعرى ودفئى ..
 وحين احتضانِك ثوبى وظلّى
وحين تُغازلُ عزف الأناملِ فوقَ مساماتِ حرفكَ
حين تُغازلُ ما قد أجدتُ
وزورًا تُغازلُ ما لا أُُجيدْ
فــ تبًا لهذا الظلامِ وهذا الضّياءِ
وتبًا لضحْكى حين تبادرُ عند اللقاءِ ببعضِ النكاتِ
وتبًا شديدًا لصمتِ الحنينِ  وجرسِ البكاءِ
وعيناكَ تلك التّى خبّرتنى بذنبى إليكَ 
وقربى سيبقى كصحبةِ موتٍ
ستنمو لتحرق قلبى على ظهرِ
هذا الخئونِ الوليدْ
___

هبة عبد الوهاب

سحقًا أيها الخريف


ولأن أكثر َما يخيفُ الروحَ
فى تلكَ اللئيمة بعضَ أسرابِ الخريفْ

تأتى فتقصدُ زهرتى _ تلك المليحةِ _
ثمّ تخطفُ سرَّها
وتجففُ الخضراءَ ،
تُضمرُ الحُلمَ الشفيفْ

وأصابعُ الريح الشّقيّة
كانت تُعدُّ حقائبى تلك اللعينةِ
فى هدوءٍ قاتلٍ
تمتد تعبثُ فى الظلامِ بواحتى
كم طاب للـ ليلِ البخيلِ بقسوةٍ
فرك الحنينِ وسحْقهِ
ثمّ تسليمِ الحياةِ إلى الرياحِ العابثاتِ
بذكرياتِ طفولتى ،
شهد الصبا ،
ومغامراتى فى مدائنِ عشقه
فتطيرُ تلك إلى هناك
ومن هناك إلى هناك
ومن هناكَ إلى هنا
ثمَّ تعتصرُ إغترابًا
ثمّ تفترشُ الرّصيفْ

وبرغم ذا
باتت بروحى زهرةٌ بريةٌ
لا أدرى
مَن يسقي عروقَ جميلتى ماء الخلودِ ؟
ومَن يُلقّنَ زهرتى
ضرعَ الحياةِ
فلم تجفْ
بل لم يهزّ _بجُـبْنهِ _
ذاكَ الخريفُ عطافَها
فلا تخافُ من الضّباعِ ولا ذئابِ خريفِكم
بل لم تُسلّمْ
عطْرَها أنفُ الرياحِ الغاضباتِ
ولم تدمّرْها الجراحُ
ولم يُقاتلْها الخريفْ
إن الخريفَ يقاتلُ القلبَ الضغيفْ

عطرُ اللافندرِ
كم فاح منها فى تحدٍ عاصفٍ
ما اهتزّ يومًا قلبُها
بل لم تغادرْ
سحرها فى مشهدِ الذبحِ المخيفْ

هبة عبد الوهاب