الجمعة، 15 مارس 2013

سحقًا أيها الخريف


ولأن أكثر َما يخيفُ الروحَ
فى تلكَ اللئيمة بعضَ أسرابِ الخريفْ

تأتى فتقصدُ زهرتى _ تلك المليحةِ _
ثمّ تخطفُ سرَّها
وتجففُ الخضراءَ ،
تُضمرُ الحُلمَ الشفيفْ

وأصابعُ الريح الشّقيّة
كانت تُعدُّ حقائبى تلك اللعينةِ
فى هدوءٍ قاتلٍ
تمتد تعبثُ فى الظلامِ بواحتى
كم طاب للـ ليلِ البخيلِ بقسوةٍ
فرك الحنينِ وسحْقهِ
ثمّ تسليمِ الحياةِ إلى الرياحِ العابثاتِ
بذكرياتِ طفولتى ،
شهد الصبا ،
ومغامراتى فى مدائنِ عشقه
فتطيرُ تلك إلى هناك
ومن هناك إلى هناك
ومن هناكَ إلى هنا
ثمَّ تعتصرُ إغترابًا
ثمّ تفترشُ الرّصيفْ

وبرغم ذا
باتت بروحى زهرةٌ بريةٌ
لا أدرى
مَن يسقي عروقَ جميلتى ماء الخلودِ ؟
ومَن يُلقّنَ زهرتى
ضرعَ الحياةِ
فلم تجفْ
بل لم يهزّ _بجُـبْنهِ _
ذاكَ الخريفُ عطافَها
فلا تخافُ من الضّباعِ ولا ذئابِ خريفِكم
بل لم تُسلّمْ
عطْرَها أنفُ الرياحِ الغاضباتِ
ولم تدمّرْها الجراحُ
ولم يُقاتلْها الخريفْ
إن الخريفَ يقاتلُ القلبَ الضغيفْ

عطرُ اللافندرِ
كم فاح منها فى تحدٍ عاصفٍ
ما اهتزّ يومًا قلبُها
بل لم تغادرْ
سحرها فى مشهدِ الذبحِ المخيفْ

هبة عبد الوهاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق