أفلا تعشقون
ـــــــــــــــــــــ
جمرٌ في الحوضِ الباردِ
ألقته شياطين الشّوقِ
ويقتله الصبرُ النّاسكِ ..
تلقِطه أسرابُ يمامٍ لا تسبح في غير فضاء الله الساحرِ
والبوحُ سبيِلُ النُبلاءِ يا أحلى
والكتمانُ قبورٌ تقضي بحياةِ الأشباحِ.. فمهلا ..
لا ترفل في ثوبِ المُعترضِ ..وترفع رايات الزّاهدِ..
ولا تلبس قفازاتِ النُبلِ .. في الزمنٍ الفاجرِ
لا تُقسمُ أنك تفعلُ هذا ..كى تحتفظ سماء الله بزرقتها الفذّةِ
لست صلاح الدّين النّاصرِ
قمْ واخلع نُبلَكَ يامنْ قتل الوردةَ صبرا
علّقه في طرفِ الرّايةِ
واستسلمْ
وارفع سبابتك اليمنى فى وجه الـ لا
بلْ مُدَّ خيالَكَ ولتعبرَ جسر الحب الباكرِ
ولتسلمَ شفتَكَ ..قلبَكَ ..جسدَكَ
ولتعتقَ أعضاءكَ
لتُثيرَ الرّوح العليا في جنبكَ.. فتُسبّح شغفًا لله الاعلى
يمنحها معجزةً أسمى
كالمشى على وجهِ الماءِ
فـ مالك .. لا تبدو مُتَفَانِ في تغليبِ الحقِّ
وتمكينِ الروح بمثواها
ما كانت أصداءٌ من أجلِ التّفكِهَةِ
وما كانتْ أنغامًا رثّةْ
ما كانتْ أبدًا مرتعَ ثوبٍ بالٍ مِن أثوابِ الّلذةْ
الله العادلُ يضربُ أمثالًا لسبيلِ الآفاقِ الأوسع للحكمةِ،
ولغير العارفِ بالحبِ ..فلا تشكى ..
أبدًا .. لن يمضي فى درب الحق الوعرِ ..
ولن يأمنَ فى حضنِ الحاء .. بكفِّ الباءِ
وبين ذراعي التكوينِ ..
من هادنَ قلبًا لم يعشق ..
لا تحزن
نحن التّقليديّين سُكارى..
نحترفُ القتلَ النّاعمِ كمدًا ..
يا قومًا أدركتم بجمالِ اللهِ ..
آياتِ اللهِ
فإيّاكم والصّمت علي شوقٍ يشقي بفعلتة فاعلهِ،
يهلكُ شوقًا ..
لو أدركتم أن تحيوا الموتَ بإتقانِ العُشّاقِ !
ففي موتِ العشاقِ حياةٌ
وبعين المُتعةِ تكتبُ أسفار حياةٍ ..
من سفرِ الشّوق سنقرأُ
يا قلبا
لا تنزف بردًا وسلامًا
بل جمرًا أبدًا أبدًا لا يهدأُ
هبة عبد الوهاب